نور الإيمان عضو متقدّم
عدد المشاركات : 713 العمر : 113 البلد : العراق الحبيب الوظيفة : علم النفس ,Psychology تاريخ التسجيل : 08/03/2009 النقـــــاط : 6659 الشكر والتقييم : 33 البــــرج :
| موضوع: اكتشف نفسك ... هل أنت ذوق ؟؟؟ الإثنين يونيو 11, 2012 5:02 pm | |
| قدمت إحدى الجرائد سؤالاً لقرائها عن الأمر الذي لا يحبونه في معاملاتهم مع الآخرين، فكان 54000 جواب من أجوبة القراء يتلخص في شيء واحد وهو "عدم الذوق"! يُعبر فعل ذاق أحياناً عن تناول الطعام، إلا أنه يعني قبل كل شيء، استطابة الطعم أي النكهة على كل مستويات الخبرة البشرية، وهو الحاسة الخاصة التي تعتمد على ما ترسله الأعصاب الحسية باللسان إلى المخ من إشارات خاصة.
والذوق يشمل صوراً شتى للحكمة، منها حسن التصرف، واللباقة، والحكم الرصين. وهو الذي يرشد الإنسان إلى السلوك السوي في الميادين العملية.
فالذوق هو آداب السلوك الطيب الذي يظهر أعظم الإحساس بالآخرين فتتجنب كل الأفعال التي تضايقهم وتكدرهم أو تجعلهم يشعرون أنهم (أدنى). وفي قلب وأعماق الحقيقة لآداب السلوك الطيب، يكمن احترامك للناس الآخرين ولحقوقهم.
يقول الكاتب بيتي ألن: "إن آداب السلوك تؤدي إلى غاية نافعة، فهي تهيئ لنا علاقات ودية بالناس، وهي تتصل بحياتنا اليومية في المنزل مع أفراد الأسرة، أو في المدرسة بين الزملاء، وفي الشارع مع الغرباء. وليس لهذه الآداب من فائدة ما لم تكن حقيقة ثابتة في أذهاننا وأعمالنا. وهي لن تكون كذلك ما لم يكن أساسها العطف على الآخرين واحترام مشاعرهم".
فآداب السلوك توفر الوقت والجهد، فينبغي لنا أن نعرف ماذا علينا أن نصنع في المواقع المختلفة، وفوق ذلك أنه ضرورة اجتماعية لابد أن نأخذ بها.
ولآداب السلوك قسطاً مهماً في نجاحك، فالذين يعرفون قوانين لعبة من الألعاب معرفة تامة، ويتقنونها، هم الغالبون دائماً، فقواعد السلوك مثلها مثل قواعد أية لعبة، من يتقنها ينجح في مباراة الحياة.
وآداب السلوك هي جزء من شخصيتك وذاتك، وإتباعك بهذه الآداب أو القواعد سوف يضفي على شخصيتك جاذبية، وقبولاً من الجميع، ولا شك في أن أول ما يترك أثراً في الناس هو مظهرك الخارجي .. صحتك ونظافتك، هندامك وسلوكك أمام الناس، أنه ببساطة ما تبديه لنفسك وللآخرين طوال يومك حتى في ضيافتك لأصدقائك وأقاربك، وحتى في أسلوب حديثك .. وإذا تعودت هذه الآداب، أصبحت جزءاً من شخصيتك وهي مفتاحك السحري لغزو قلوب الآخرين، وتعزيز ثقتك بنفسك وأساس نجاحك وتحقيق ما تأمل في تحقيقه.
ولقد صدق الشاعر الألماني يوهان جوته عندما قال: "إن السلوك هو المرآة التي يعكس فيها كل شخص صورته". فعندما يحسن الشخص تصرفه بما يناسب الذوق العام للمجتمع المحيط به، فسوف تكون مصدر سرور للأشخاص في ذلك المجتمع. والشخص الذي يجمع بين احترامه لنفسه واحترامه للشخص الآخر من الناس الذين يتعامل معهم ويحيطون به في مجتمعه، هو شخص قادر على التكيف وبالتالي قادر على تحقيق علاقات إنسانية أفضل، ومناخ اجتماعي أفضل. فإذا نجحت بحرصك على السلوك اللائق دائماً، فستجد الناس يسعون لصداقتك لأنك شخص حريص على مشاعرهم، وفي أغلب الأحوال هم أيضاً سيحرصون على مشاعرك بالتصرف اللائق نحوك.
فالذوق هو آداب فطري يفرض علينا مراعاة شعور الآخرين، ولكن من غير إسراف في تصنع المودة وتقديم الخدمات للآخرين. فمن الأدب الطبيعي مثلاً: إذا كنت في قطار أو مكان مقفل فعليك أن تحسب حساب الآخرين فلا تفتح النوافذ اعتباطاً من غير مراعاة لسنهم وحالتهم بل يجب أن تستأذن أولاً، وكذلك إذا أردت إقفال النوافذ المفتوحة من الواجب أن تستأذن ،حتى ولو لم يخطر ببالك أن هناك من يعترض.
إن آداب اللياقة له قواعد إنسانية فطرية خالدة، ولكن المشاهد أن آداب السلوك قد تحتمل التغيير والتبديل بتغير العصر والزمن.
ولهذا فمن المؤكد أن القواعد التي لها أساس إنساني مقدس يجب ألا تتغير بتغير العصر والزمن، فكن على حد وسط في التمشي مع زمننا الحاضر في البساطة، ولكن مع الاحتفاظ باللباقة والرقة التي يمليها كل ذوق سليم وصالح وكل تربية منزلية مقبولة، وكن على ثقة أن ما يفرضه الخلق الكريم من الرحمة ومن الرعاية للناس، لابد أن يكون متفقاً مع آداب السلوك. وإنه لا يمكن أن يكون إنسان متمدن ذو سلوك لائق اجتماعياً خارجاً على أصول الخلق الكريم بأي حال من الأحوال. فإن أردنا لأنفسنا عالماً به ذوق يجب أن نعيش فضيلة الذوق الصالح، لكي نحيا في عالم السعادة والراحة والطمأنينة والسلام.
نعم يا أحبائي
فالشخص قليل الذوق كالماسة المخدوشة ينقص ثمنها كثيراً، والشخص عديم الذوق كالحجر الأصم الذي لا منفعة منه.
والذوق هو الذي يوضح الفرق بين المجتمعات المتحضرة المتطورة من المجتمعات المتخلفة الرجعية، والمجتمعات السامية الراقية من الدونية الهمجية.
فالذوق في تعاملاتنا بعضنا البعض لا يقتصر على فئة معينة من الناس، بل هو يخص ويهم كل فرد في المجتمع بكل فئاته وأجناسه وطوائفه ومهنه، وبمعنى إجمالي لكل ما هو عاقل وناضج.
منقوووول لاجلكم لالغيركم
| |
|